من الواضح أن )ديار(، كالكثير من شركات اليوم، أعتمدت منهج "الربح قبل كل شيء". فها هي تستثمر الأموال القطرية دون التفكير في نتائج هذه الاستثمارات الغير أخلاقية، بينما ممثلين قطر يعيدون بلا توقف موقف قطر الرافض لانتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين والنقيضة لعملية سلام.
أولاً:تملك ديار ٥٪ من أسهم شركة (فيوليا) الفرنسية، التي بالاشتراك مع شركة (ألستوم)، تبني حاليا سكة قطار خفيفة (Light Rail) تخرق القوانين الدولية بربطها للمستوطنات في القدس الشرقية بالقدس الغربية. هذا المشروع الذي يطلق علية مشروع (JLR) جزء من الرؤية الصهيونية التي تهدف للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية من خلال سياستها الاستيطانية، وخاصة في القدس الشرقية وبذلك تستولي على القدس كلها وتصبح عاصمة إسرائيل كما يعيد ويكرر سياسييهم وإعلامهم.
ثانياً: تبني (ديار) حالياً مجمع سكني في الضفة الغربية يعرف بمشروع (روابي) يحاول بناء شقق ترفع من المستوى المعيشي لسكان الضفة، بالرغم من أن المحللون يشككون من مصداقية ذلك خاصة وأن أغلبية سكان الضفة لن يستطيعوا شراء تلك الشقق. ولإنجاز هذا المشروع يتم التعاون مع شركات إسرائلية بحجة عدم وجود بديل، وذلك واقع تفرضه طبيعة إسرائيل الاستعمارية التي تتحكم بالاقتصاد الفلسطيني. ولكن الفضيحة الكبرى جاءت حين تبين أن المشروع استلم عدد كبير من أشجار الصنوبر كتبرع من الصندوق الوطني اليهودي (JNF).
وسبب ذلك الكثير من الإحراج لإدارة المشروع، فهذا الصندوق الصهيوني يعرف بتطرفه، فهو يهدف لزرع أشجار الصنوبر في كل أنحاء فلسطين وخاصة في المستوطنات لاخفاء آثار أشجار الزيتون، التي تقتلع بشكل شبه يومي، وآثار السكان الأصليين للمنطقة. وفوق ذلك يستولي هذا الصندوق على أراضي يمنع بيعها لأشخاص غير يهود.
والآن، بعد الضجة التي سببها (يوم الأرض) في ٣٠ من مارس، التي طالت عدد كبير من المدن الغربية، جددت حملة المقاطعة، سحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) استهدافها لكل الشركات المساهمة في المشاريع التطبيعية والمُساهمة في تعزيز قبضت الاستعمار.
وهذا التحرك ليس بالجديد، خاصة في مواجهت شركة (فيوليا)، التي تواجه حاليا قضية في المحاكم الفرنسية وجهت ضدها من قبل ناشطين في المجتمع المدني، وأتبع ذلك اعلان الشركة خسائر كبيرة بسبب فقدانها عدد كبير من المشاريع العامة في أووربا بسبب ضغوطات المجتمع المدني الذي فعّل قانون في الإتحاد الأوروبي يمنع التعاقد مع شركات تبين أنها "غير مهنية".
ولكن، هل يأتي يوم ونجد مجتمع مدني واعي يطالب شركاتنا بأخذ مواقف أخلاقية ضد انتهاكات إسرائيل المستمرة؟ ألميحن الوقت لترجمة مواقف قطر الحاسمة إلى أفعال؟ أبسط ما يمكننا فعله اليوم هو مطالبة (ديار) بسحب استثماراتها من (فيوليا) والتوقف عن التطبيع مع وحشية الاستعمار الإسرائيلي من خلال تعاملها معه! الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى مساكن فخمة، بل بحاجة إلى ضغوطات ملموسة على إسرائيل وكل من يقف بجانبها!
للمزيد من المعلومات:
http://www.jerusalemquarterly.org/ViewArticle.aspx?id=304
http://electronicintifada.net/v2/article11717.shtml
http://electronicintifada.net/v2/article11706.shtml
http://www.bdsmovement.net/2011/davis-rawabi-5931
No comments:
Post a Comment