Tuesday, September 27, 2011

جريدة العرب والتطبيع

والقوة المذكورة في العبارة قد تعني القوة المادية، وقد تشير أيضاً إلى القوة المعنوية، فهل استخدم العرب أياً من وسائل القوة لاسترداد حقوقهم من الدولة العبرية، أم أنهم في الحقيقة تنازلوا بطيب خاطر عن كل الوسائل المادية منها والمعنوية التي قد تجبر إسرائيل على سماع شكواهم، ألم يعلن الرئيس السادات بشكل واضح صريح بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بين العرب وإسرائيل، وبذلك فقد العرب سلاح التهديد بالحرب ناهيك عن شنها؟ 
ألم يقرر القادة العرب في قمة الجزائر أن السلام خيار استراتيجي للعرب لا رجعة عنه؟ ألم يطبع العرب مع إسرائيل قبل اكتمال السلام المزعوم وقبل استرجاع الحقوق المشروعة؟ وما زال مسلسل التطبيع مستمراً على قدم وساق في السر والعلن من فوق الطاولة ومن تحتها، وما زالت إسرائيل مستمرة في تكريس الواقع وفرض وجهة نظرها للسلام بإقامة المستوطنات على مدار الساعة وخنق قطاع غزة بالحصار، واستخدام وسائل العنف ضد المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية. 
والغريب أن التبرير الوحيد لمسلسل التطبيع -أي جعل الأمور طبيعية مع إسرائيل- هو ادعاء امتلاك القدرة على الضغط السياسي لحث العدو الصهيوني على تنفيذ شروط وبنود عملية السلام المتعثرة
أو أن فتح قنوات اتصال مع إسرائيل سوف يعيد الأمور إلى نصابها. 
هل يملك الضغط من تنازل عن كل وسائل القوة بطيب خاطر؟ 
وزبدة الكلام نستبشر خيرا ونتفاءل بعودة الروح المقاومة للأمة العربية بعد أن قام الشعب المصري البطل بإعلان موقفه الرافض للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والصهاينة التي بنيت على باطل معاهدات الاستسلام المسماة بكامب ديفيد، فهو عندما قام بإنزال العلم الإسرائيلي من فوق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أراد أن يوصل رسالة للجميع فحواها أن قرار إقامة علاقات دبلوماسية مع الصهاينة قرار فردي أصدره طاغية عربي ولم يستشر فيه أحدا، لذلك فهو بذلك منح ما لا يملك لمن لا يستحق، وحيث إن الشعب المصري قد استعاد كرامته وعزته التي سلبت منه بإرهاب النظام المصري السابق فمن حقه إعادة النظر في كل معاهدات الصلح التي تنتهك سيادة إقليمه وحقوق مواطنيه.
ويسرنا أنه يوجد في قطر تكتل من الشباب بمسمى «شباب قطر ضد التطبيع». 
« Qatari Youth Opposed to Normalization 
نذر على نفسه تبنى حركة المقاطعة العالمية التي تم تأسيسها في يوليو 2005، والمستوحاة من تجربة حملة المقاطعة التي ساهمت في إنهاء النظام العنصري في جنوب إفريقيا، وطالب بنفس مطالب هذه الحركة العالمية ألا وهي: 
1 - إنهاء الاحتلال غير الشرعي لفلسطين. 
2 - إزالة الحائط العنصري. 
3 - ضمان حقوق متساوية للجميع في فلسطين. 
4 - احترام حق العودة للاجئين الفلسطينيين. 
فلله درهم من شباب، وبارك الله في هذا التكتل.. 
ونفتخر معهم بترديد شعار «كلنا كلنا شباب قطر ضد التطبيع» مهما بلغنا من العمر عتيا.. والسلام.

نود أن نشكر جريدة العرب، والاستاذ محمد بن فهد القحطاني على اهتمامهم بمجموعتنا المتواضعة وتعريف القارئ بها. ونتمنى أن تكون جريدة العرب مساحة مفتوحة لنا للتعبير عن رفضنا للتطبيع بكل أشكاله والحاصل من قبل بعض المؤوسسات والأفراد في قطر. ونتمنى في المستقبل أن نقرأ عن مشاركات الرياضيين الاسرائليين والموسيقيين والطلبة بالإضافة إلى السياسيين وتمثيلهم للكيان الصهيوني في قطر، ولكن بدلاً من أن يكون تحت شعار محادثات سلمية، واحترام الآخر، والحوار مع هذا الكيان الغاصب، نتمنى أن نقرأ استنكار ورفض لهذه المشاركات، وهذا ما يعكس الحاصل فعلاً في الشارع القطري من رفض المواطنين لكل أشكال التطبيع. 

No comments:

Post a Comment